جريدة العالم الحر و اعترافات المتهمين في أكبر شبكة للاتجار بالبشر
كتب/ فادي محمد
العالم الحر ينفرد
نشر قائمة أدلة الثبوت واعترافات المتهمين في أكبر قضية للاتجار بالبشر، وبها 40 متهمًا، من ربات البيوت، ومحامين، وموظفين من مكاتب التصديقات.
وأمر المستشار نبيل صادق النائب العام بإحالة المتهمين إلى الجنايات، لاتهامهم بتشكيل جماعة إجرامية منظمه تقوم بالاتجار في البشر، وتهريب المهاجرين، والاختلاس المرتبط بالتزوير في محررات رسمية واستعمالها، والرشوة، وتقليد أختام إحدى الجهات الحكومية، والحصول بدون وجه حق على خاتم تابع لإحدى الجهات الحكومية، والتداخل في وظيفة عمومية، والتحريض على الدعارة.
وتضم القضية 32 شاهد إثبات من هيئة الرقابة الإدارية، و 8 من المجني عليهم، من الطالبات، والفتيات، والطب الشرعي، وخبير بإدارة أبحاث التزييف والتزوير، وآخرين.
كان النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، أصدر قرارا في 9 ديسمبر 2017، بما يفيد ندب أعضاء نيابة الأموال العامة العليا لتحقيق الوقائع موضوع القضية، ووافق على إحالة 40 متهما إلى محكمة الجنايات.
أقوال الشهود:
جاء في أقوال الشاهد “عضو هيئة الرقابة الإدارية “، أثناء الإدلاء بشهادته أمام جهات التحقيق بنيابة الأموال العامة العليا التي باشرت التحقيقات تحت إشراف المستشار محمد البرلسى المحامي العام الأول للنيابة، بأنه وردت معلومات أكدتها تحرياته السرية تفيد قيام المتهم الـ14، أحمد حنفي محمد الليثي، موظف بمكتب التصديقات والخدمات القنصلية بالترجمان، بالتربح من أعمال وظيفته وارتكاب جريمة الرشوة بالاشتراك مع باقي المتهمين (الأولى إبتسام عبد الحميد، والثانية فتحية الخضري، والخامس محمد الخضري، والسادس صلاح إبراهيم، والعاشر سامي خطاب، والخامس عشر رامي عبد الرحمن، والخامس والعشرين أحمد على محمد خليل)، وبناء عليه صدر إذن من النيابة العامة بمراقبة هواتف المتهمين، وتسجيل المكالمات، وتصوير اللقاءات التي تجرى بينهم، وأثناء تنفيذ الإذن لكشف الحقيقة عن جريمة الاستغلال للوظيفة العامة بكافة صورها، ظهرت أربع وقائع أثناء عرض التسجيلات الهاتفية.
وقائع القضية:
تمثلت الواقعة الأولى في الاتجار بالبشر تحت ستار الزواج العرفي، حيث قام قيام المتهمين (الأولى إبتسام عبد الحميد، و فتحية الخضري، وأم هاشم، وليلى أحمد، ومحمد الخضري، وصلاح إبراهيم)، ومن المتهم العاشر سامي خطاب، المحامي، وعبد المنصف عبد السلام، المحامي، وعبد العاطي سيد، المحامي، حتى الثالث عشر وليد محمود سامي، المحامي، بتكوين فريق منظم يعمل في استقطاب الفتيات اللائي يكن حالة مادية وأسرية صعبه، سواء من بلدتهم ببسيون، أو من البلاد المجاورة، ومن بين هؤلاء الفتيات المجني عليهن، فتحية الخضري، وزينب عبد الكريم، وفاطمة منصور، حيث يتم عرض هؤلاء الفتيات على راغبي المتعة من الرجال العرب ليختاروا من بينهن، مقابل مبالغ مالية يحصل عليها المتهمون، على أن يتم تأمين تلك العلاقة الجنسية من خلال عقود عرفية للزواج، يحررها المحامون المتهمون على أن تكون هناك نسخة واحدة يحتفظ بها الزوج الأجنبي، فضلا عن قيام متهمين باستغلال بناتهم المجني عليهن، في الدعارة ،لعرضهن على الرجال العرب مقابل حصولهم على مبالغ مالية عن كل علاقة جنسية تتم تحت مسمى الزواج العرفي.
أما الواقعة الثانية فهي واقعة اتفاق المتهم الرابع عشر أحمد حنفي، والذي كان يعمل كموظف تصديقات، مع المتهمين (فرحانه عطية، ومبارك ناصر مبارك، الذي يعمل موظف بشركة تأمين، سعودي الجنسية)، على تزوير وثيقتي زواج أجانب رسميتين، تفيدان -على خلاف الحقيقة- توثيق زواج الأخير من الطفلة آية محمد شحاته، مقابل مبالغ مالية يحصل عليها الأول من الثانية، بالمخالفة للقانون، بالاشتراك مع المتهمين الخامس عشر رامي عبد الرحمن، مهندس الميكانيكا، والسادس عشر عبد العزيز أمين، ملازم أول متقاعد، والتاسع عشر محمد علي حسين، صاحب شركة لصيانة الكمبيوتر، من خلال اصطناع مستندات رسمية من شهادة ميلاد وقيد فردى باسم الطفلة آية، يفيد بأنها تبلغ من العمر 18 عامًا، وأعد ذلك المتهم صاحب الشركة بطريق الحذف والإضافة، ثم الحصول على ورقتي زواج فارغتي البيانات من مصلحة الشهر العقاري، والتي حصل عليها المتهم الموظف بالتصديقات، من المتهمة آيات حسين إمام، باحثة قانونية بمصلحة الشهر العقاري، بوساطة المتهم مهدي مصطفى، محامي، والذي سلمها في المقابل مبالغ مالية نظير حصوله على هاتين الورقتين .
الواقعة الثالثة: هي واقعة طلب وحصول المتهم أحمد السيد أحمد، سكرتير جلسة محكمة الأسرة بالإسكندرية، مبالغ مالية لنفسه بوساطة المتهم المحامي أحمد علي محمد خليل، نظير قيامه باصطناع حكم في الدعوى رقم 1559 لسنة 2017 ، بالرمل، يفيد -على خلاف الحقيقة- إثبات زواج المتهمة إيمان محمد قرني، من آخر أجنبي، بناء على اتفاق الأخيرة مع المحامي، والتي أرسلت إلية مبلغ الرشوة على دفعتين من مكتب بريد الحي السابع بمدينة 6 أكتوبر، والدفعة الثانية من مكتب بريد مجمع الخدمات بمدينة نصر، وتم اصطناع الحكم من المتهم السكرتير بالاشتراك مع المتهم الثالث والعشرين إبراهيم محمد إبراهيم –محامي- الذي يعاونه في تحضير الجلسات بالمحكمة وتم إثباته بدفاتر المحكمة، ثم قام المحامي الوسيط عقب ذلك بالحصول على صورة من الحكم المصطنع مذيلة بالصيغة التنفيذية، وتقدم به إلى سجل مدني الرمل، في محاولة منه لتسجيل الحكم على قاعدة بيانات مصلحة الأحوال المدنية.
الواقعة الرابعة: تمثلت في قيام المتهم الخامس محمد الخضري،سائق، والمتهمات (علياء أشرف، وياسمين عادل، ونجوى محمد، وهند مصطفى، وآية مجدي، وآمال إبراهيم، ونادية توبه، ومرفت أمين، ودعاء رشاد، ونعمة صابر، وجهاد صلاح، وإيمان جمعة، وأمينة إبراهيم)، بالاتفاق مع “مجهول” على تزوير 13 شهادة استثمار المجموعة (ب) المنسوب صدورها إلى البنك الأهلي، والتي تم تقديمها ضمن ملفات استثناء التصادق على الزواج العرفي لهن من أجانب يكبرهن بـ 25 عامًا، وصدر بموجبها موافقة مساعد وزير العدل على استثناء شرط السن لتوثيق الزواج العرفي من أجانب، وأضاف الشاهد عضو هيئة الرقابة الإدارية، بأن المتهمين محمد الخضري، وياسمين عادل، ودعاء رشاد، اشتركوا مع المتهم السيد محمود بلتاجي، كاتب المواليد بمكتب الصحة بالمركز الطبي، في تزوير شهادتي ميلاد يفيدان -على خلاف الحقيقة- إنجابهما للأطفال؛ فيصل سليمان، وراشد وفهد علي محمد علي العثمان، من زوجيهما الأجنبيين كوسيلة ضغط على مسئولي وزارة العدل، للموافقة على الاستثناء بهدف توثيق الزواج العرفي، فضلا عن أن التحريات توصلت إلى قيام المتهم السيد محمود، كاتب المواليد، بتزوير بيان الوظيفة ببطاقة الرقم القومي الخاصة به، بعد أن حرر بيانات استمارة الرقم القومي الخاصة به، وأثبت بها أنه رئيس مكتب صحة بالمركز الطبي بكفر جعفر، على خلاف حقيقة كونه كاتب المواليد بالمركز الطبي.
اعترافات المتهمات:
اعترفت المتهمة الاولي إبتسام عبد الحميد، أمام جهات التحقيق بارتكابها جريمة الاتجار بالفتيات من خلال جماعة إجرامية منظمة، ضمتها هي والمتهمين (فتحية الخضري، وأم هاشم، وليلى أحم،د ومحمد الخضري، وصلاح إبراهيم، وسامي خطاب)، وحددت دور كل منهم، وأضافت المتمة أن الرجال العرب كانوا يترددون بصحبتهم فتيات خلال فترة قضائهم إجازتهم بمصر، مما دعاها إلى البحث عن الفتيات المطلقات ممن يكن في حالة عوز ليتم عرضهن على راغبي المتعة، على أن يتم تدبير ورقة عرفية للزواج صوريًا، بينما تحصل هي وباقي أفراد جماعتها الإجرامية، على مبالغ مالية من جراء تلك العلاقات الجنسية، وتعطى جزءا من المال للفتاة المجني عليها، على أن تكون الورقة العرفية من نسخة واحدة فقط بحوزة السعودي، الذي كان يشترط ضرورة حصول المجني عليها على حبوب منع الحمل، والهدف من نسخة تلك الورقة العرفية هو تأمين العلاقة مع الفتاة في أي وقت بعد انتهاء إجازته ومغادرته البلاد، وأردفت أنه كانت هناك فتيات ثابتون، يتم التعامل عليهن بالطريقة االتي تم عرضها، من بينهن الشاهدتان الثالثة شيماء السيد، والخامسة نورهان مجدي، وأخريات يتم استعمالهن في تلك العلاقات الجنسية، ويساعدها في استقطاب تلك الفتيات المتهمات: (فتحية الخضري، وأم هاشم، وليلى أحمد محمد)، بينما يقوم نجلها المتهم السادس صلاح إبراهيم عزت، سائق، بنقل الفتيات بسيارته إلى أماكن إقامة راغبي المتعة.
وبعرض التسجيلات الصوتية والمرئية عليها، أقرت المتهمة بصحتها واتفاقها مع عدة سعوديين، لتدبير علاقاتهم الجنسية مع المجني عليها الشاهدة الخامسة نورهان مجدي، طالبة، تحت ستار الزواج العرفي الصوري، وبأنه لم يكن هناك زواج حقيقي، ولم تكن هناك فترة عدة فاصله بين كل علاقة وأخرى، وبأنها بالفعل قامت بعرض المجني عليها الشاهدة الثالثة شيماء السيد، على أحد السعوديين بمسكنه، فاختار المجني عليها الطالبة لإقامة علاقة جنسية معها وقضاء إجازته بصحبتها وفقا للمقطع المصور.
واعترفت المتهمة الثانية فتحية الخضري، أنها قامت بتدبير زواج المجني عليها الشاهدة السادسة ولاء مجدي، مرتين على رجلين سعوديين، وشهدت الأخيرة بالتحقيقات أنه لم تمر مدة شهر، ما بين الزيجتين وذلك بعلم وتدبير المتهمة وابنها المتهم الخامس، وأضافت المتهمة حين تم مواجهتها بالمكالمة الهاتفية المسجلة على هاتفها بينها وبين المجني عليها، حينما كانت تتفق معها فيها على إجراءات زيجتها الأولى مع السعودي الجنسية سعد محمد وعلان، الشهير بأبو تميم، من أنه بعد رحيله توجد مصلحة أخرى –المصلحة تعنى زيجة أخرى– وهو ما حدث بالفعل من تدبيرها لذات المجني عليها العلاقة الثانية مع عربي آخر في أقل من شهر من انتهاء علاقتها الأولى.
اعترفت المتهمة الثالثة، بأن المتهمة الأولى هي من أغرتها بالمال لتساعدها في الاتجار بالفتيات، حيث أعطتها أرقام هواتف الرجال العرب لتتواصل معهم وتحصل منهم ومن أقاربهم على “زبائن” بعد أن تقنعهم بتوافر الفتيات لديها بمصر.
واعترف المتهم الخامس محمد الخضري، في التحقيقات أن دوره كان توصيل الفتيات إلى الأجانب راغبي المتعة، وبأن الزواج الذي يتم في منزل والدة المتهمة الثانية فتحية الخضري، ليس زواجا فعليا، بل إن مدته تستغرق من أسبوع إلى عشرة أيام، وأن هؤلاء الفتيات تتعدد علاقاتهن بالرجال الأجانب بدون طلاق وبدون فترة عدة.
واعترفت المتهمة الثامنة زينب رمضان، في التحقيقات أنها كانت تحصل على مبالغ مالية من المتهم السادس نظير استغلال نجلتها، الشاهدة الخامسة الطالبة نورهان، في إقامة علاقات جنسية مع سعوديين بموجب زواج صوري، وأن عدد تلك العلاقات وصل لـ 6 خلال سنة واحدة، ودون انقضاء فترة العدة، مضيفة أن الزواج العرفي الغرض منه الحماية من أية مساءلة عن تلك العلاقات المتعددة.
اعترافات المجني عليهن:
قال المجني عليها شيماء، إنه حين عرض على والدها المتهم السابع السيد عبد السلام، تزويجها من سعوديين مقابل حصوله على مبالغ مالية، رفض في بادئ الأمر، معتبرا إياه زنا، إلا أنه وافق بعد ذلك في ظل الظروف المادية الصعبة التي يواجهونها، على ألا يتعدى الأمر زيجة واحدة فقط، لسد احتياجات المعيشة الصعبة.
أما نورهان، الطالبة، فقد اعترفت أن المتهمة الأولى هي من استقطبتها منذ عام، لإدخالها في علاقات جنسية مع سعوديين تحت مسمى زواج عرفي صوري، مقابل 10 آلاف جنيه، وبدأت المتهمة تقحمها في عدة علاقات أخرى متعددة.
وتقول المجني عليها ولاء محمد، الحاصلة على دبلوم، أنها مرت بضائقة مالية عقب طلاقها ووفاة نجلتها، فسافرت إلى دولة السعودية بشكل غير مشروع، بحثا عن عمل دون جدوى وحينما عادت، تعرفت على المتهمتين الأولى والثانية، وقد أدخلتها الأولى في ثماني علاقات مع الأجانب تحت ستار زواج عرفي صوري.